khabarji | “ألا ليت الاستعمار يعود يوما … فأحدثه بما فعل الاستقلال” | خبرجي
* حدث بباريس
من أغرب ما حدث على مستوى الكرة الأرضية اليوم 19 مارس 2023؛ تظاهرة جَنّد لها الحكم العسكري الجزائري كل طاقاته منذ مدة لإنجاحها. تظاهرة أرادها في باريس/فرنسا. وليس في الجزائر عجبا.
إلا أن الحظ خانه، فالعدد لم يتجاوز ال500 فردا، وربما كان يقدر ب 300 فرد فقط.. عجبا.
بمعنى أن مباراة واحدة من مباريات الأحياء في المغرب في دوري رمضان التي يجتمع فيها بطريقة عفوية الآلاف،أقوى من هذا النظام بنفطه وغازه وحديده وذهبه ومنغنيزه.. ومخابراته وإعلامه تْرْكْ يا وْلِيدي.
* مونولوغ لمحاولة الفهم
بأي مناسبة يدعو الجيش الحاكم لتظاهرة في فرنسا؟
أااااه نعم. إنه عيد النصر المحتفى به في 19 مارس من كل سنة، جميل.
في أية معركة؟ أريد أن أعرف ليس إلا.
لا لا، إنه نصر بدون معركة، نصر رمزي.
كيف أريد أن أفهم بْرْكْ؟
إنه تاريخ إعلان وقف إطلاق النار في حرب التحرير الجزائرية سنة 62 يا نظام 62.
وقفة من فضلك، فالقضية والمسألة بين الجزائر المستعمَرة وفرنسا المستعمِرة المستوطِنة لمدة 132 سنة، جميل، حدثً هكذا يقام لأول مرة في فرنسا، هذا تَحَدّ وتحدي كبير برافو bravo .
لكن حدث كهذا لو قام به المغاربة مثلا مثلا، لكانت تظاهرة مليونيه بالتأكيد (ما علينا) لنتابع الحديث، أريد أن أفهم لا غير.
دعني أُخمن: التظاهرة كانت أمام متحف الإنسان، أين تقبع جماجم اللصوص وقطاع الطرق، عفوا جماجم الشووهاااضااا .
لا لا لا، التظاهرة لم تكن ضد فرنسا الحالية ولا فرنسا التاريخية، لا ضد تصريحات ماكرون ولا لاسترجاع الجماجم ولا للمطالبة بالأرشيف.
لكنه يوم الاحتفال بعيد النصر بين الجزائر وفرنسا، وضد فرنسا. فكيف تتظاهرون على صغر العدد- بعِيد يهم تاريخ الجزائر وفرنسا ومُقام بفرنسا ولا ترفعون فيه شعارات ضد فرنسا أريد أن أفهم فقط؟
الشعارات رفعت ضد المروك هوك بالتحديد؛ ضد الشعب المغربي – وضد الملك – وضد بلاد المروك
مهلا عفوا عذرا تَبّا سُحْقا، المتظاهرون جزائريون. أليس كذلك؟ الواقعة في فرنسا. أليس صحيحا؟ تاريخيا هو احتفال بيوم النصر soit disant على فرنسا. أليس كذلك؟ إذا ما دخل المروك وسب وشتم ولعن المروك وملك المروك والمراركة هنا؟ ما محل المروك من الإعراب هنا؟ لااااا حول ولااااا قوة الاااا بالله لا شك أن مرض المغرب مستعص لا يرجى الشفاء منه
* الجزائر و”مزرعة الحيوانات”
وإنه لمن السهل أن تقرأ وتستوعب رواية “مزرعة الحيوانات” لجورج أورويل على أن تتابعها كنموذج حي في المثال الجزائري. فهي من روائع الأدب الانجليزي والعالمي الذي يتوسل عالم الحيوانات للتعبير على الاجتماع البشري، في محاولة لإسقاطه على واقعنا الإنساني.
وأورويل يحذر من، وينبه إلى، وينتقد تسلط الثورة ما بعد مرحلة نجاح الثورة.
فالثورة أو حروب التحرير عند أورويل يمكن أن تؤدي إلى عكس المراد. ويمكنأن تؤدي الى الأهوال والفظائع والانقلابات والمجازر. وبالتالي يكون مصيرها إلى الدكتاتورية والفساد وإرهاب الدولة أو إرهاب الثورة للاحتفاظ على السلطة بإسم الثورة والتحرر.. ومثال الجزائر يتطابق بالكامل مع “مزرعة الحيوانات”. ولعل نظام بن بلة ثم بومدين ومن جاؤوا بعدهم إلى يومنا أفظع تحكما وتسلطا على الشعب من المستعمر الفرنسي الأوربي المسيحي. إِنْ على مستوى الممارسة الدكتاتورية فيما يخص الحكم والسلطة، أو غسيل الأدمغة وتدجين الشعب على المستوى السيكولوجي الجمعي (سيكولوجية/سلوك القطيع).
* أي نصر يقصدون وهو مبني على اتفاقيات ايفيان؟
لنعد لهذا العيد، فعيد النصر في الجزائر مخلد بتاريخ 19 مارس 1962؛ تاريخ إعلان وقف إطلاق النار على إثر التوصل لاتفاق وتوافق بين الحكومة الجزائرية المؤقتة( فرحات عباس) وفرنسا(ديغول)، وَثّقته اتفاقيات ايفيان. لتهيئ تقرير مصير شعب “جغرافيا الجزائر”، ثم الانفصال عن فرنسا الأم بدون جماجم ولا وثيقة استقلال ولا مطالبة باعتذار او تعويض الخ. ولعل المعنى يتضح أكثر بعد الاطلاع على بضعة بنود وشروط منها:
ضمان مصالح فرنسا اقتصاديا، عبر الاستثمار الفرنسي في الثروات الطبيعية بالجزائر ما بعد الانفصال، وتحديدا في مجال المحروقات، إضافة إلى تفضيل حصري لفرنسا فيما يتعلق برخص التنقيب عن النفط والصفقات الكبرى.
تقليص عدد القوات الفرنسية المتواجدة بالجزائر، على مراحل، بالتدريج عَدَدَ سنين بعد “الاستقلال”. أي بقاء قوات عسكرية فرنسية في قواعد عسكرية بالجزائر بعد “الاستقلال” المنقوص والمشروط والمُهين والمبهدل.
بقاء بعض المطارات العسكرية تحت تصرف الجيش الفرنسي سنوات بعد ما يسمى استقلالا في عرفهم وتاريخهم.
السماح لفرنسا باستخدام القاعدة البحرية العسكرية بمرسى الكبير بوهران لمدة 15 عاما قابلة للتجديد.
السماح لفرنسا (واسرائيل) بالقيام بتجارب نووية حتى بعد ما يسمى عندهم استقلالا إلى حدود سنة 78 حسب الفرنسيين وحدود 86 حسب قياديين جزائريين.
* افهم تتسطى
إذا حسب ما حدث يوم 19 مارس 2023. يفرض علينا ان نفهم ضدا على التاريخ والمنطق؛ أن المروك هو من قتل منهم الملايين، واغتصب الآلاف من الرجال والنساء، وقطع الرؤوس، وجرب فيهم السماوي والنووي والكيماوي. وهو حاليا سبب فقرهم وتأخرهم وأيضا طوابيرهم. كما كان السبب في عشريتهم السوداء وذبح ما لا يقل عن ربع مليون حسب أرقامهم والضِّعف حسب الجهات المستقلة إلخ.
“فيا ليت الاستعمار يعود يوما.. فأحدثه بما فعل الاستقلال”